15 ديسمبر 2011

محافظة مسقط

تعتبر محافظة مسقط قلب عُمان النابض، ويربطها بميناء السلطان قابوس طريق مطرح البحري، ويرى الزائر لمسقط تنوعاً طبيعياً رائعاً، حيث تجد الشواطئ الذهبية والمرتفعات الجبلية إضافة إلى تلال رملية ذهبية ( رمال بوشر).

ولعل اللافت في محافظة مسقط وولاياتها ذلك التمازج الرائع بين التراث الحضاري القديم والطابع العصري الحديث، فترى فيها المنازل والبوابات والأسواق القديمة والدكاكين الصغيرة والطرق المتعرجة التي تفوح بعبق التاريخ الأصيل هذا بالإضافة إلى الأسواق الحديثة والمحلات والمباني والشوارع ذات التخطيط العمراني الحديث مما يحفظ لعمان شخصيتها التاريخية والحضارية ويضفي عليها في ذات الوقت روح الحداثة . وقد اشتهرت مسقط كأحد أنظف العواصم العربية، و قد نالت بذلك شرف الفوز في مسابقة أنظف مدينة عربية عدة مرات متتالية.
ومسقط كمدينة لعبت دوراً تاريخياً بارزاًنظراً لموقعها الاستراتيجي.
ولايات محافظة مسقط: مسقط، مطرح، بوشر، السيب، قريات، العامرات





أهم المعالم السياحية في المحافظة








<><> <><>

تعد قلعتا الجلالي والميراني اللتان تقعان على مدخل بحر عمان بولاية مسقط في محافظة مسقط من أشهر القلاع العمانية، وقد بنيت قلعة الميراني قبل قدوم البرتغاليين إلى عمان وكانت على شكل برج كبير، وفي عام 1588م أعاد البرتغاليون بناء القلعة وذلك على أنقاض المبنى القديم وأضافوا لها منصات للمدافع مخازن وسكن للقائد ومحل للعبادة، وقد تم توسيع القلعة وإيصالها إلى حجمها الحالي في عهد كل من الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية في القرن الثامن عشر وحفيده السيد سعيد بن سلطان في بداية القرن التاسع عشر.
أما قلعة الجلالي تطل على بحر عمان-في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة مسقط فقد أكمل البرتغاليون بناءها عام 1587م، وتم تطويرها إلى الوضع الذي نشاهدها عليه اليوم في عهد السيد سعيد بن سلطان في بداية القرن التاسع عشر، وفي عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله- تم تجديد القلعة وتهيئتها لتصبح متحفا.




قلعة مطرح
قلعة عتيدة تقف شامخة امام البحر مستنشقه هوائه المحمل بعبق ذكريات السفن التي جابته جيئة وذهابا وفي طياتها أحداث ووقائع شاهداً أميناً عليها وتظل أحد شواهدها ومعالمها التي لم تنفصل عن أحداثها ووقائعها. من فوق نتوء صخري قريب من الشاطىء وعلى قمة هضبة صخرية ضيقة تطل قلعة مطرح عالية متوحداً مع ماضيه التليد هاشاً باشاً بحاضره المشرق وقد غادر جيوبه ومدرجاته الطامعين بعد أن سطر العمانيون أروع الملامح حفاظاً على ترابهم الوطني وتشبثاً بإستقلال بلادهم ووحدة أراضيهم.
والقلعة تبدو أنه كان في الماضي الممر الوحيد الذي يصل بين مطرح ومسقط ويتكون حالياً من ثلاثة أبراج دائرية أحدها برج كبير على القمة والأثنان الباقيان أصغر حجماً ويقع أحدهما عند أول نقطة في الغرب أما البرج الآخر الذي لا يزال عشاً لمدفع قديم فيقع ناحية الشمال من القلعة بالقرب من البرج الكبير. القلعة الذي تم ترميمها وصيانتها عام 1981م تعد معلما سياحيا يرتاده الزوار من داخل وخارج السلطنة ويشكل ملحما تاريخيا بارزا ضمن الشواهد الحية التي تحظى بها مسقط عبر حقب ضاربة بجذورها في القدم.


بيت المقحم
يقع في ولاية بوشر بمحافظة مسقط ويسمى بالبيت الكبير لأنه اكبر بيت في حارة الفلج ببوشر ويسمى أيضا ببيت المقحم ويسمى ببيت السيدة ثريا بنت محمد بن عزان التي عاشت خلال القرن الثاني عشر الهجري ويذكر أنها هي التي بنته , ولعله بني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي.
ورغم تعدد مسمياته إلا انه يبقى ذلك القصر الكبير الزاهي بنقوشه و إبداع هندسته ويتألف البيت من عدة مداخل وأروقه ويتألف من ثلاثة طوابق وصمم على شكل قلعة منيعة وعلى هذا الأساس أولته وزارة التراث و الثقافة الاهتمام الكبير و رممته عام 1991م.


الواقع بوسط مدينة قريات . وتم بناءه في عهد السيد حمد بن سعيد البوسعيدي منذ 200 سنة تقريبا، الذي كان واليا عليه. وهو عبارة عن بناء مستطيل الشكل يضم برجا دائريا في الركن الجنوبي الشرقي ليستخدم هذا الحصن مكتبا للوالي وبه منزل للوالي.
وقد تم ترميمه عام 1987م وتحويله إلى متحف يعرض فيه العديد من التحف التاريخية العمانية الأصيلة ويقصده الكثير من الزائرين للولاية.


محمية بندر الخيران



تبعد 30-40 دقيقة بالقارب من مرسى بندر الروضة للقوارب والذي يقع في قلب مدينة مسقط، ولا تخلو هذه الطريق من مرافقة بعض الدلافين للقوارب، ويتمتع الزائر بمشاهدة الجبال الصخرية والبيوت البيضاء الصغيرة المطلة مباشرة على البحر، كما يمر الزائر بفندق قصر البستان والذي يطل على شاطئه البديع، ومنتجع بر الجصة.
وتنتشر في بندر الخيران الكثير من الشعب المرجانية والتي تأوي إليها العديد من الأحياء والأسماك المتنوعة، ولا يكاد يخلو المكان من الغواصين، حيث أنه قد تم إحصاء أكثر من 22 موقعاً للغوص، لكل موقع سحره وجماله.





جامع السلطان قابوس الأكبر



على مقربة من الطريق المؤدي إلى قلب العاصمة مسقط يبرز جامع السلطان قابوس الأكبر بولاية بوشر كمركز للتفاعل مع روح الإسلام ديناً وعلماً وحضارة، ويؤكد دور المسجد كمصدر إشعاع علمي وفكري على امتداد الساحة الإسلامية.
استمر بناء الجامع ست سنوات وقد أقيمت مسابقة معمارية لاختيار أفضل المخططات لهذا الجامع الذي تبلغ سعته الإجمالية 20 ألف مصل. وقد بنى على مساحة تقدر بـ 416 ألف متر مربع حيث يتسع المصلى الرئيسي لـ6500 مصل ويأخذ شكلاً مربعاً بقبته المركزية التي ترتفع عن سطح الفناء بـ 50 متراً وتشكل مع المئذنة الرئيسية تعطي الجامع طابعه الذي يمتاز به. ويربط قمة جدران المصلي والصحن الداخلي شريط محفور عليه الآيات القرآنية بخط الثلث، وتملأ الزخارف الهندسية الإسلامية أطر أقواس الأروقة، فيما تحتل أسماء الله الحسنى المحفورة بالخط الديواني واجهات الأروقة.
وتبدو الأروقة بمثابة سور أمين حول عمارة الجامع إلا أنها تختتم بالمآذن الخمس التي ترسم حدود الموقع، وتجتمع المآذن لترمز إلى أركان الإسلام الخمسة، ويصل طول كل من الرواق الشمالي والرواق الجنوبي إلى 240 متراً ، وقسمت هذه الأروقة إلى ردهات كل ردهة تحوي على زخرفة من حضارة إسلامية معينة، وتشكل هذه الأروقة الشمالية والجنوبية الحد الفاصل بين أماكن العبادة ومرافق الجامع الأخرى، وتسقف فضاءات الأروقة سلسلة من القباب الهندسية المستلهمة من قباب مسجد (بلاد بني بوعلي ) في المنطقة الشرقية.
تكون جدران الرواق الجنوبي ساتراً مرئياً يضم مجموعة من مرافق الجامع ومنها المكتبة التي تحتوي على 20 ألف مجلد مرجعي في شتى العلوم والثقافة الإسلامية والإنسانية، بالإضافة إلى معهد للعلوم الإسلامية يتلقى فيه الناشئة مختلف العلوم الفقهية، وقاعة للاجتماعات والندوات تتسع لثلاثمائة شخص.جدران قاعة المصلى الرئيسية مكسوة بكاملها من الداخل بالرخام الأبيض والرمادي الغامق، وتحوي جداريات مشغولة بزخارف مورقة بنمط هندسي والقاعة مصممة بمخطط مفتوح بأربعة أعمدة رئيسية حاملة لهيكل القبة الداخلي، ويمتد بمحاذاة كل من الجدار الشمالي والجنوبي رواق ينفتح على قاعة المصلى بأقواس مزينه بزخرفة، والقبة تشكل مثلثات كروية ضمن هيكل من الأضلاع والأعمدة الرخامية الخالصة المتقاطعة بأقواس مدببة، مرصعة بألواح من القيشاني، وتمتد الألواح الخشبية في السقف بطراز ينبثق عن تطوير السقوف العمانية.
وقد نقش على الأبواب زخارف إسلامية تعلوها آيات قرآنية بخط الثلث فيما يحتوي بعضها على مشربيات مبطنة بألواح الزجاج الملون لتؤكد على تواصل ووحدة المكان المخصص للصلاة ويمثل انتقاء الأعمال الفنية في القاعات نماذج تطور وتعدد أشكال الزخارف المعمارية وثقافتها التي انتشرت بأنماط غنية من الأندلس إلى الصين. وقد حفرت الآيات الكريمة بالنسبة للمناطق الخارجية على حجارة بعمق 2 سم، بحيث إنها تبقى ما بقي الجامع –إن شاء الله-
كسيت أرضية بلاط المصلى بقطعة واحدة من السجاد العجمي والتي تغطى مساحة 4200 متر مربع وهي مؤلفة من 1700 مليون عقدة، وتزن 21 طناً، وقد أنتجت في أربع سنوات، واستخدم في نسجها 28 لوناً بدرجات متنوعة تم صناعة غالبيتها من الأصباغ النباتية أو الطبيعية.واستغرق إنجازها حوالي 27 شهراً.
ويسمح لغير المسلمين بزيارة المسجد كل يوم عدا الجمعة من الساعة 8:30 وحتى الساعة 11:00 صباحاً، ويطلب من الزائرين الالتزام بزي يلائم أماكن العبادة، كما يطلب من النساء تغطية الشعر.


هناك تعليقان (2):